Image removed.

إعلانات

الشيخ محمد سالم بن المحبوبي (حياته وآثاره)

النسب والمولد:

هو محمد سالم بن المختار بن المحبوبي اليدالي الشمشوي، ولد في ربيع الأول عام 1354هـ/ 1935 م عند بير انتوطفين شمال مقاطعة المذرذرة([1])، من أبوين كريمين وسط محيط علمي ذي إشعاع ثقافي متميز  يحيطه أهل محلته بالتعظيم والاحترام.

محمد سالم في مدارج العلم :

بدأ دراسته بالقرآن الكريم على ابن عمه الحافظ أحمد بن محمد بن المحبوبي حتى حفظه في سن مبكرة([2])، ثم أعاده بتجويد وإتقان على والده، حتى نال الإجازة في قراءة الإمام نافع بروايتي ورش وقالون([3])، دارسا خلال ذلك التكوين أبجديات المعارف، مع تمارين إعرابية وألغاز فقهية([4]).

ثم بعد ذلك سلك السلم المعرفي المعهود للنظام المحظري في الترقي من أبجديات العلوم حتى الوصول إلى النهايات التي يعبر عنها بالمتمات، وهي تمثل الطور الأكاديمي المتخصص من الدراسة، وكان كل ذلك في سن العشرين([5]). وقرأ ذلك في جملة صالحة من كتب الدراسة المتداولة

وكان اعتماده في هذه الدراسة على والده الذي كان صدرا في المعارف، مع أنه ربما استفاد من غيره في ظروف غياب والده أو مرضه، كالعلامة محمدن بن محمد بن المحبوبي، والشيخ محمد سالم بن ألما، والمدرس أحمدّ بن محمذن فال([6])، ومن هنا نعلم أنه كان مدينا لوالده في تكوينه المعرفي والسلوكي، وكان الوارث الفعلي لمعارفه([7]).

ويرجع البعض إمكانية تحصيله لهذه المواد الدراسية الأكاديمية في سن مبكرة إلى عوامل ثلاثة([8]):

عزوفه عن ما كان يهتم به لداته ويدفع إليه طور الشباب

اهتمام والده به

ثروة والده المادية التي أغنته عن صرف وجهه عن العلم لتحصيل العيش.

محمد سالم المدرس المفتي :

لما تبوأ مكانة سامية ونال المقام المحمود في العلم تصدر للقيام بمهمة التدريس والإفتاء على مرحلتين([9]) :

الأولى: مع والده حيث كان يدرّس إلى جنبه ويفتى، ولا غرابة أن يكون الأساس منها التكوين على الإلقاء، ومعرفة مظان المسائل في الدواوين الفقهية، وامتدت هذه الفترة ما بين ( 1956-1963م) متجولا في أماكن عدة منها المنار، المحرد..

الثانية : بعد تفرغ والده للعبادة وإيناسه منه القدرة على التلقين والخبرة في صنعة الإفتاء، حيث دارت عليه حلقة التدريس وأسند إليه صك الإفتاء، وكانت بداية هذه المرحلة  عام 1963 -1992 م .

وكان يعقد مجالس لإقراء أنواع العلوم اللغوية والشرعية، فصيح اللسان، متمكنا من الإيضاح، يورد المعنى الغامض باللفظ السهل القصير، وينزل العصي منزلة المحسوس بالأمثلة الواضحة، ولم يبخل بعلمه ولم يتلكأ للطلبة مهما كانت الظروف الصحية، وكان يعلم ويربي بأخلاقه، وكان تعامله مع الطلبة يدفعهم للاجتهاد والعمل([10]).

أما في الفتاوى فلم يكن يتسرع في الجواب، وكان كثيرا ما يقول لا أعرف، وربما أفتى السائل حالا، وكثيرا ما يأمره بالعود إليه فيجده قد حرر المسألة وعزى الأقوال إلى أصحابها، مما جعل نوازله على قسمين([11]):

النوازل الصغرى وجلها شفهي

النوازل الكبرى وهي مكتوبة محررة

ولربما بيّن للسائل كلام العلماء في مسألته وساعده على حل مشكلته تاركا له الاستنتاج، ولم يفت فتوى محاباة قط، وكان رجّاعا إلى الحق متى تبين له([12])، ولأجل ذلك طار صيته فأصبحت تأتيه المسائل والنوازل من مختلف نواحي البلاد، وحتى من خارجها كفرنسا والنيجر والسعودية([13]).

محمد سالم القاضي :

نظرا للظروف الصعبة التي شهدتها البلاد مطلع السبعينيات، والتي نجمت عن موجة الجفاف التي أتت على الثروة اللحيوانية، ولضعف الإمكانات المادية بحكم نشأة الدولة، قرر محمد سالم أن ينتقل إلى العاصمة ليبحث عن عمل يغنيه عن التشوف لما بأيدي الناس، لاسيما وهو ذو المكانة السامية التي لا تسمح له بالتعرض، فما ذا عن حياته القضائية ؟

صادف مجيئه وانتقاله إلى العاصمة إجراء مسابقة لاكتتاب قضاة ثلاثة فقط، فترشح لها بإلحاح من بعض أصدقائه(    [14])، وكان من الناجحين وذلك في العام 1974م.

وبعد اكتتابه في سلك القضاء الذي افتتح به ملفه المهني، تلقى تكوينا في المدرسة الوطنية للإدارة، مدة ستة أشهر، ثم تمّ تعيينه بعد ذلك رئيس المحكمة في مقاطعة واد الناقة، واستمر ذلك إلى أواخر عام 1979م وخلال هذه الفترة لم تتجاوز أحكامه ثلاثة، والباقي من النزاعات أقنع فيه بالصلح بين المتنازعين([15]).

ولقد ظل في تلك الفترة يتطلع إلى ذلك اليوم الذي يتخلص فيه من عبء القضاء وثقله، فقد مارسه بنزاهة وحذر، وصاغ منظومته التي قارن فيها بين قضاة عصره وهو منهم، وقضاة السلف الصالح من الرعيل الأول، سائلا الله السلامة في هذه المهنة الخطيرة([16]):

من القضا فر ابن وهب إذ رجا
 

 

حشرا مع العالم ثمت نجا
 

وبقي ابن الأغلب الذي اشتهر
 

 

يطلب سحنون عليه واستمر
 

ذلك نحو سنة فهدده
 

 

بجعل شيعي بغيض بلده
 

وبفضل الله جاء ذلك اليوم الذي خلصه الله فيه من ذلك الثقل، الذي أسهر مقلتيه، بانتدابه مدرسا بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية([17])الذي كان يومها مؤسسة مهنية تابعة لوزارة العدل والشؤون الإسلامية، فماذا عن تدريسه بالمعهد؟

محمد سالم بالمعهد :

لقد انتدب للتدريس بالمعهد كما أسلفنا، فأسند إليه تدريس مختلف علوم اللغة والشرع، وقد كانت طريقته تربوية، يعتمد التحضير وحسن الإلقاء، ينظم درسا مرتبا ويعقبه بالاستشهاد بما تيسر من شواهد وأنظام، وإن اقتضى الحال ذكر نازلة قد وقعت، أو مناظرات علمية عرج على ذلك([18]) .

ولقد أظهر طوال تدريسه بالمعهد كفاءة نادرة وعلما جماّ وأخلاقا فاضلة وزهدا وشرف نفس ومواظبة أكسبته إعجاب وإكبار الطلاب والإدارة معا، واستمر على ذلك يقدم عطاءه طيلة ثلاثة عشر سنة، تخرج على يديه خلالها الكثير من القضاة والأساتذة والمفتين الذين كان لهم شأن ومكانة في الحياة العلمية والمهنية في البلاد اليوم([19]) .

محمد سالم المربي :

مما يظنه الكثير أن الشيوخ الذين تلقوا دراساتهم في المحاظر فاقدو الكفاءات التربوية والمنهجية، لكن هذا وإن كان واقعا فلم يكن صاحبنا منهم، لقد كان مربيا، وكان يربي بالقدوة التي تجسدها أفعاله وأقواله، فكل من عرفه تكفيه تلك الصورة التي شاهد والصوت الذي سمع، ولاشك أنهما سيظلان نموذجا شاخصا بين عينيه، متمثلا في مشاعره، كما ربى من صاحبه بالموعظة الحسنة التي كانت تجري على لسانه من حين لآخر، وهي إما من كلام الله تعالى، أو من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، أو من كلام السلف الصالح، وقد ربى بالعقوبة وإن كان لم ينفذها، إلا أنه مع ذلك كان مرهوب الجناب، بعيدا من الفوضى، ويكتفي في العقوبة بإشارة أو كلمة، ولكنها تكفي في الردع، كما ربى بالقصة حيث كان يسرد القصص التربوية، فكل من صاحبه يتأثر بعوائده الحميدة فيسعى بما لديه من جهد في السير على نهجها([20]).

أخلاقه:

مما أجمع عليه كل من رآه أنه كان يتمتع بأخلاق رفيعة وتواضع جم، فقد جسد التواضع في أسمى معانيه، تراه يفتح صدره رحبا أمام كل إنسان ويصغي إليه بانتباه، صبورا على طلابه، عفيف اللسان يمازح بظرافة ونكتة، يضفي على مجلسه روح اللطافة، لكن ذلك كله في ظل الأدب والاحترام([21]).

 

تصوفه وعبادته:

كان الشيخ شاذلي الطريقة، ولئن كان صوفيا فقد اختار لنفسه الجانب الإيجابي وهو تصوف الفقهاء، لأنه كان خلقا أصيلا لحملة العلم في هذه البلاد([22]) .

وشخصيته من هذه الناحية تمتاز بالبساطة والإيمان التام بالكرامات، والثقة بأصحاب الأحوال، والتسليم الكامل مع التزام الأدب في الحديث معهم والتحدث عنهم.

وكان يحث على السعي في طلب الرزق عوض السؤال وانتظار المنح والهدايا، مع زهد كبير، دون تقشف ولا دروشة.

وكان له ورد صباحي لا يدعه، ولا تجده إلا وسبحته الصغيرة في يده، إما ذاكرا أو مطالعا أو مدرسا أو تاليا للقرآن أو ساعيا في جلب نفع أو دفع ضر([23]).    

             وكان حسن النغمة والتلاوة تستوقف قراءته السامع، وتتمكن من القلب، وخاصة في وقت السحر، ولا يطلع الفجر إلا وهو يرقبه([24]).

مشاركاته العلمية :

لم يكن صاحبنا مشتغلا بغير العلم مطالعة وتدريسا، وهكذا كانت حياته اليومية إرهاق متواصل في سبيل العلم كان يجده لذيذا على نفسه محببا إليها، لا يسلك مسلك غيره في التردد على أهل النفوذ والتعريف بنفسه والظهور في المجتمعات، وقد أثر ذلك على مشاركاته العلمية في المحاضرات والندوات، فلم تسجل له إلا محاضرتان إحداهما بعنوان "الخمر ومضارها الشرعية" شارك بها في ندوة تطبيق الشريعة، والثانية بعنوان "الإمام الغزالي" .

وقد أجرى معه التلفزيون مقابلتين إحداهما حول الدعوة الإصلاحية للشيخ محمد المامي، والثانية حول الأخلاق في الإسلام ([25]).

بالإضافة إلى مشاركته في تحقيق كتاب " ميسر الجليل شرح مختصر خليل " الذي كان رئيسا على لجنة تحقيقه وتوفي ولم يكتمل([26]).

 

شهرته وعلاقته:

مما يتميز به هذا الرجل إيثاره للخمول وكراهته للظهور، ومع ذلك فقد اشتهر وتكونت له علاقات واسعة مع مختلف الجهات، حيث كانت له صلات تربطه بكل مسلم قريب أو بعيد .

فأولها عشيرته وبنو عمومته، فقد كانت صلته بهم وطيدة وحميمة، تنبئ عن مكانته، كما كانت له علاقات متينة مع رجال العلم من مختلف الجهات، وأيضا كانت تربطه صلات موروثة بأمراء اترارزة([27]) .

نشاطه المهني:

- تقلد خطة القضاء في المحاكم الشرعية ما( بين 1974-1979م)

- درس في المعهد الإسلامي بنوا كشوط التابع لرابطة العالم الإسلامي مابين (1976-1980م)

- درس في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية مابين (1979-1992م)

- تولى إدارة الدروس في نفس المعهد مابين (1988-1992م)

- درس في القسم الجامعي بمعهد العلوم الإسلامية بنواكشوط التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود(1986-1991م([28])).

وفي هذه المناصب كان مثالا للانضباط والجد والمثابرة وحسن التحضير، يراقب الله في عمله مما أثمر حسن الثناء عليه والرضى عن عمله .

كما كان عضوا مؤسسا للجمعية الثقافية الإسلامية في موريتانيا، وعضوا في اللجنة المؤطرة  للمستشارين الشرعيين في بنك البركة الإسلامي الموريتاني، إضافة إلى كونه مفتيا رسميا للحجاج في موسمي 1402هـ و1408هـ([29]).

 

مؤلفاته([30]):

علوم القرآن :

محاضرات في علوم القرآن

محاضرات في التفسير

بحث في الإمالة

نظم القراء العشرة

نظم ملخص الإتقان في علوم القرآن للسيوطي

الحديث وعلومه

محاضرات في علوم الحديث

أنظام وفوائد

طرة على ألفية السيوطي في المصطلح

العقيدة

محاضرات في العقيدة

أنظام وفوائد

شرح نظم الرسل لوالده

الفقه

محاضرات معمقة في الفقه المالكي

نظم الحلال والحرام

فاتح الإغلاق شرح لامية الزقاق

بحث في السلم

النوازل الصغرى

النوازل الكبرى

نظم ترجيحات خليل (تكملة)

اختصار الفواكه العديده في المسائل المفيده

توشيح على نظم مفوتات البيوع

شرح نظم زكاة العروض والدين لوالده

روضة الحبور في آداب زيارة القبور

الأصول

محاضرات

أنظام وفوائد

طرة على مرتقى الوصول لا بن عاصم

محاولة الحصول على معاني سلم الوصول

نظم أسباب اختلاف العلماء

تلخيص ضوابط المصلحة

القواعد الفقهية

محاضرات

شرح المنهج المنتخب

النحو

أنظام محاذية للألفية

تلخيص شواهد التوضيح

محاضرات في الجمل

البلاغة

محاضرات

شرح الجوهر المكنون

شرح نظم السيوطي لاستعارة السكاكي

الاستعارة التبعية

اللغة والأدب

ديوان شعري

جمع وترتيب مراثي والده

إضاءة الخفي من منطق الولفي

التصوف

شرح القصيدة البادسية

نظم السلسلة الناصرية الشاذلية

التاريخ

أمراء اترارزة مقارنة بملوك المغرب

من أيام إمارة أهل محمد لحبيب

الأنساب

نظم أنساب آل عبد الل اليداليين

 

مكتبته:

تعد مكتبته من أغنى المكتبات الأسرية في محيطه، نتيجة لأنها مكتبة محظرية نشأت مع تأسيس محظرة جده  في القرن 13هـ([31]).

وقد زادها والده العالم العلامة المختار الذي كان خطاطا ناسخا بمئات الكتب، ثم حافظ هو عليها وزادها بما كتبه بيمينه، مع الاقتناء شراء واستكتابا.

فتكونت بحوزته هذه المكتبة التي تضم 400 مخطوط، بالإضافة إلى عشرات الكتب المطبوعة، منها ما نفد من الأسواق، ومنها ما طبعته حجرية نادرة([32]).

وأكثر من ذلك فإنه كان إذا اقتنى كتابا عمل على مقابلته بما اتفق له من نسخ، مما جعل البعض يصف مكتبته بأنها محققة، إضافة إلى التقفيفات التى تعين القارئ على هوامش الصفحات([33]).

 

البحوث والرسائل التي كتبت عنه([34]) :

1-  شخصية محمد سالم العلمية

2- تحقيق "الأنكحة " من المحاضرات

3- تحقيق الفتاوى الصغرى له

4- شخصية محمد سالم التربوية

5- تحقيق ج1 من شرحه فاتح الإغلاق

6- تحقيق ج2 من شرحه فاتح الإغلاق

7- تحقيق مؤلفه " أمراء اترارزة "

8- تحقيق الديوان الشعري له

9- تحقيق مؤلفه "من أيام أهل محمد لحبيب  "

10- تحقيق نظم " ترجيحات خليل "

11- محمد سالم من الميلاد إلى الوفاة

12- تحقيق  " محاولة الحصول"

13- تحقيق نظم الحلال والحرام في الإسلام

14- تحقيق نظم الإتقان

15- تحقيق الفتاوى الكبرى

ابن امون

ابن محمد باب

ابن بيّ

ابن الطالب

ابن التاه

ابن الزمراكي

ابن محمد لمين

بنت محمد سالم

ابتيت عابدين

ابن أحمد

عمر بوقطاي

مجموعة طلبة

عبد الله محبوبي

أحمدسالم اميه

احمد بن محمد سالم

المعهد العالي

المعهد العالي

المعهد العالي

المدرسة العليا للتعليم

المعهد العالي

المعهد العالي

 جامعة انواكشوط

المعهد العالي

جامعة انواكشوط

المعهد العالي

جامعة انواكشوط

المعهد العالي

جامعة شنقيط العصرية

المعهد العالي

المعهد العالي

1992-1993

1993-1994

1994- 1995

1995- 1996

1995- 1996

1995- 1996

1996-1997

1997-1998

1998-1999

2000-2001

2001-2002

2002-2003

2007-2008

2008-2009

2008-2009

 

الملفات والمقالات المكتوبة عنه([35]) :

1- السيرة الذاتية              أحمد الحسن بن الشيخ

2- فقيد الأمة الإسلامية       محمد الصوفي ولد محمد الأمين

3- يوم تأبين                 منتدى المعرفة بجامعة انواكشوط

وفــاتــه :

بعد أن عرفنا ما عرفنا من حياته نعلم بأنه استجاب لنداء ربه مساء الجمعة 28/11/1412هـ الموافق 30/05/1992 م بانواكشوط عن عمر يناهز 58 سنة، بعد مرض ألم به قبل ذلك بأشهر([36])، وقد أرّخ لوفاته العالم المؤرخ نافع بن حبيب بن الزائد في نظمه لوفيات الأعيان بقوله([37]) :

وشيبت ذوائب الزمان
 

 

روعة نعي العالم الديماني
 

محمد من قبل لفظ سالم
 

 

العالم ابن العالم ابن العالم
 

قاضي القضاة من بني المحبوبي
 

 

الحافظ الجاري على الأسلوب
 

وكان إبان مرضه تضرع إلى الله جمهرة من العلماء له بالشفاء، لكن الله قدر وما شاء فعل، ومن ذلك قول العلامة محمد سالم بن عدود([38]) :

منك الإجابة ومنا الدعا
اشف لنا سالمنا المرتضى
بالله ثق أي دم كذا لا تهن
ما الكبس بالناقص من عمر مَنْ
عش مائة فينا سليم القوى
 

 

رب بسر الظاهر الباطن
من دائه البارز والكامن
يأسا رواسي جأشك الساكن
يثوي ولا الزائد للظاعن
لا عيشة الكنتي والعاجن
 

ولقد أبن بخمسين مرثية، أبدعتها القرائح وهتفت بها الألسن، عصارات فكر الذين عايشوه وألفوه، فبادروا بتقديم شهادات تدل على علم وفضل وورع وتمكن من المعارف الشرعية واللغوية، فهي خلاصة إبداع جمع من الوجوه الثقافية بالبلد، تضم تسطير الفتى الحدث إلى تحبير الشيخ المسن([39]) .

وصيته:

   تعتبر وصيته من الوصايا العامة التي ينبغي أن يستفاد منها وإن كانت لأهل بيته خاصة فقد اشتملت على نقاط مهمة لكل مسلم وهذا نصها:

 

"بسم الله الرحمن الرحيم الجمد لله أهل الحمد ومستحقه لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه أحمده على نعمه التي لا تحصى والصلاة والسلام على نبيه المخصوص بالفضائل التي لا تستقصى القائل: "ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلة أو ليلتين إلا ووصيته عنده مكتوبة" وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن الذي جاء به من عند ربه جل وعلا حق لا مرية فيه ولا شك، بتفاصيله المعلومة في عقائد أهل السنة والجماعة وفي غيرها من الأعمال والأخلاق، ثم إني أوصي من أترك من أهل بيتي أن يتقوا الله تعالى حق تقاته، وأن يصلحوا ذات بينهم، ويتواصوا بالحق والصبر، ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ما أمكنهم ذلك، وأن يسعوا في إصلاح قلوبهم، ويصلوا إخوانهم بما أمكنهم من الصلة، ولا يضمروا لهم حقدا ولا غشا ............"[40]

 

 

 

[1] - تحقيق الفتاوي الصغرى ص (7) محمد بن بي، المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية (1993-1995)

[2] - تحقيق الديوان الشعري لمحمد سالم  ص 14 مريم بنت محمد سالم، م،ع،د،ب،إ (1997-1998).

[3] - شخصية محمد سالم التربوية والعلمية ص 21 المختار ولد الطالب، المدرسة العليا للتعليم (1995-1996).

[4] - تحقيق من أيام إمارة أهل محمد أحبيب ص 8 ابتيت بنت عابدين جامعة انواكشوط قسم التاريخ (998-1999).

[5] - شخصية محمد سالم بن المحبوبي العلمية ص 10 محمد سالم ولد مون، م،ع،د،ب،إ (1992-1993).

[6] - تحقيق الجزء الثاني من فاتح الإغلاق شرح لامية الزقاق ص 5 محمد عبد الله ولد الزمراكي م،ع،د،ب،إ (1995-1996).

[7] - عرف الغوالي الطيبة الهبوب في مناقب شيخنا المختار بن المحبوب، مخطوط الراجل ولد أحمد سالم.

[8] - محمد سالم بن المحبوب فقيه الأمة الإسلامية مقال ضمن مجلة الشعاع العدد 8 ذي الحجة 1412هـ. ص 8 محمد الصوفي ولد محمد الأمين

[9] - تحقيق نظم السلسلة الشاذلية ص 8 المختار بن محمد سالم بن المحبوب مرقون.

[10] - محمد سالم من الميلاد إلى الوفاة عمر بوقطاي ص 18 جامعة انواكشوط قسم التاريخ (2001-2002)

[11] -  تحقيق ديوان محمد سالم الشعري مريم بنت محمد سالم مصدر سابق ص 18

[12] - محمد سالم بن المحبوب فقيه الأمة الإسلامية م.س ص 10.

[13] -  المصدر السابق.

[14] - محمد سالم بن الميلاد إلى الوفاة م.س. ص

[15] - تحقيق محاولة الحصول على معاني سلم الوصول  ص 7.

[16] -. مخطوط في مكتبة أهل محمد سالم في انواكشوط.

[17] - تحقيق نظم ترجيحات خليل محمد محمود ولد أحمد ص 10 المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية (2000-2001).

[18] - السيرة الذاتية لمحمد سالم ولد المحبوبي، أحمد الحسن بن الشيخ

[19] - تحقيق نظم ترجيحات خليل م.س ص 10.

[20] - شخصية محمد سالم بن المحبوبي التربوية، المختار ولد الطالب م.س، ص 39.

[21] - السيرة الذاتية: أحمد الحسن بن الشيخ، مخطوط.

[22] - تحقيق نظم السلسلة الشاذلية م.س، ص 10.

[23] - المرجع السابق ص 11.

[24] - المرجع السابق ص 11.

[25] - مقابلة مع المختار بن محمد سالم بتاريخ 15/05/2008.

[26] - مقدمة تحقيق ميسر الجليل، شرح مختصر خليل, (1/ 5).

[27]- تحقيق أمراء اترارزه مقارنة بملوك المغرب، إبراهيم ولد محمد الأمين ص11 جامعة نواكشوط (1996-1997).

[28] - سيرة ذاتية بقلم المؤلف.

[29] - تحقيق نظم السلسلة الشاذلية م.س، ص 12.

[30] -  تحقيق ديوان محمد سالم م.س، ص 31.

[31] - محظرة أهل المحبوب النشأة والعطاء محمد بن زين بن المحبوبي.

[32] - رجعنا في ذلك الى سجل المخطوطات المفهرس لمكتبته بانواكشوط.

[33] - مقابلة مع المختار بن محمد سالم بتاريخ 16/05/2008.

[34]- تحقيق نظم السلسلة الشاذلية م.س، ص 15.

[35] - تحقيق نظم الشاذلية م.س،ص 15.

[36] - محمد سالم ولد المحبوبي فقيد الأمة الإسلامية م.س، ص 20.

[37] - نظم وفيات الأعيان، مخطوط بحوزتنا.

[38] - مقابلة مع محمد بن محمد سالم بتاريخ 23/02/2009.

[39] - تحقيق نظم السلسلة م.س، ص 16.

[40] - توجد في مكتبة آل محمد سالم بن المحبوبي بانواكشوط